مجلة اتحاد الكتاب والادباء العرب من روائع قلم د. جمال ابو نحل


في الأفاق حّلِمَتْ رُوحي ..............
وجالتْ،، فّجَلتْ،، وانِّجّلتْ،،،
وجالتْ،، فّجَلتْ،، وانِّجّلتْ،،،
وسّرحت، ومَرحَتْ، وسَّبحَت،،،
فانَشرَحَت، وراحت غابت ثُم غابت،،،
وتاهت، و هاجت، وماجت، ثُم عادت،،،
فّسَكنتْ، ثم رفرفت، وغّرَبتْ، وشّرقَتْ،،،
ومَالت، ونالت، واّسَتغَاثّتْ، فاهتدت،
واستنارت،،،فاستقامت، واستفاقت
ففاقت، وّقامتْ، فاشتاقت، وشاطت!!
لما تذكرت ما كان من حلمها فناحتْ،،

وبكّت، نفسي وشكت ثم ارتخت وسكتت،،

وسكنت حزينةً، علي فلسطين التي كانت!!
ثُم أُحتُلت،، فطافت حالمةً بالحرية، فظّلت،،،
تنتظرْ من أمُةِ نائمة!؛ وهائمةً، ثُم عادت،،
فاقت من حلمها حزينة وهكذا حالنا صارت،،،
فيا ليثها ما أفاقت، وتّمَْتْ كما كانت

2

الأُم: ليس كمثلها شيء في كُلِ الدُنيا
لا أعلم أي كلمات في كل قواميس، ومعاجم اللغة في العالم ممكن أن توفي الأُم ولو جُزءاً يسيرًا من حقها؛ وبموتها يُظِّلمُ كل شيء؛ وكما يقول المثل الشعبي: " إلى بموت أُمهُ، وأبوهُ بموت إلي بِّحَبوُهْ!؛ وإن النظر للأمُ بعين الرحمة، والرضا يعتبر عبادة في برها؛ والأُم جنُةُ الله في أرضهِ، وهي النقاء، والصفاء، والوفاء، والحبّ السرمدي الصادق النابض خيرًا، واخلاصًا وعطاءًا، وتفاني، ورحمةً، وفداءً، وهي الحضن الحنون الدافئ؛ فليس للأُم بديل، وليس لها مثيل، في الدنيا؛ فهي نبضُ الحياة، وهي كالشمسٌ في رابعة النهار، والقمرٌ ليلة البدر، ونورٌ يتلألآ يبدد الظُلمات لّيِحل بدلاً عنهُ النور، والأُم كالسراج، والمصباح المنُير، والنعمة المسداة، المُهداة؛ وهي الإحساس المرهف، والعطاء الذي لا ينضب بغير مقابل، وقّلما تجد أنّ هذه الصفات تجتمع معاً في شخص واحد في هذه الدنيا إلا في الأم، فما أعظم الأم، وما أكبر قدرها؛ والأم هي أعظم مخلوق على سطح الأرض، فهي نبع الحنان، وبحر الحب، وأنهار العطاء، ومُحيطات الكرم، تُعطي بدون أن تنتظر أي مقابل، وهي الأمن، والأمان، برُها يدخل الجنة؛ فعن معاوية السلمي- رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ( يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك، وجه الله، والدار الآخرة، قال: ويحك، أحية أمك؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: ويحك الزم رجلها فثم الجنة)؛ لذا أعطى الله سبحانه وتعالى الأم مكانةً عظيمة وأمر بطاعتها والإحسان إليها وبرها، إذ قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)؛ وقال أيضاً سبحانه وتعالي: «ووصينا الإنسان بوالديه، حملته أمه، وهناً على وهن، وفصاله في عامين أن اشكر لي، ولوالديك، إلى المصير»، وفى الحديث الشريف أن رجلاً سأل الرسول «صلى الله عليه وسلم» قائلاً: «من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قل أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال أبوك..»، لقد أكد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على الأم ثلاث مرات والأب مرة واحدة، وذلك لما تعانيه الأم من مشقة وتعب منذ أن تكون حاملاً حتى آخر يوم في حياتها فهي تضحى من أجل أطفالها وتأثرهم على نفسها وتسعد لسعادتهم، إنها الجنة تمشي علي الأرض، رحم الله الأمهات اللواتي رحلن عنا إلي دار الخلود؛ وحفظ الله كل الأمهات، ويجب علينا أن نجلهن ونقدرهن، وأن يكون كل يوم عندنا عيدًا للأُم وهو عيدٌ ببرها والإحسان اليها؛ فُكلنا يحنُ إلا خُبز أُمهِ وقهوة، أمهِ، وحضن وحنان أمه، ولا ننسي أن الجنة عندها فلزموا أقدام أمهاتكم فثم الجنة.

3

الُحبْ الَسْرمّدِي
يقول ابنُ حَزمٍ في طَوقِ الحَمامةِ: "" وليسَ الحُب بمُنكَرٍ في الدِّيانةِ، ولاَ بِمحظُورٍ فِي الشَّريعةِ إذِ القُلوبُ بيدِ اللهِ عزَّ وجلَّ"؛ الُحبْ أصل في الدين، جاء في الحديث النبوي الصحيح: " لا يؤمن أحدكمُ حتي يحب لأخيهِ ما يحب لنفسه"؛ وإن ما يجري في الأرض من الحروب، والعنصرية، والنزاعات الطائفية، ومن تدمير، وخراب، ودمار، كلهُ من نزغ الشيطان، الذي يوقع بين الناس الكراهية، ويبعدهُم عن الحب، ويحثهُم علي العداوة، والبغضاء؛ والحقد، والحسد؛ حيث انتشر في عصرنا الحالي الشر في العالم انتشار النار في الهشيم، وفُقد الكثير من الحب، حتي بين بعض الأمهات، والآباء، والأبناء، والأخوة والأخوات، وبين الأقارب، والعائلات مع بعضهم بعضاً!؛ وحّل الوحل، والبغض، والشقاق والنزاع بدلاً عن الُحب!؛ وإن الحل لذلك يكمن عبر نشر الحب بين الناس، فبالحب تحلو الحياة، وتنجلي هُمومها؛ وأعظمُ الحب هو حب الله عز وجل، وبذكره، يُولد الحب في القلب، فيّطُهرهُ، ويعطرهُ؛ فالقوب المُحبة هي قلوبٌ عامرة بالإيمان، والخير، والطُهر، والصفاء، والنقاء، والبهاء، والسناءِ، والجمال، تُحِبُ السعادة للجميع، كما كان كل الأنبياء عليهم السلام؛ وكذلك سيدنا محمد نّبيُ الرحمةً للعالمين، وللبشرية جمعاء، وليس للمسلمين فقط!؛ ولذلك فمَنْ لم يكن مُحباً، ومحبوبًا، وحبيبًا بُحسن أخلاقهِ وأدبهِ؛ كان عكس ذلك، فساءتْ سَريرَتُه، ومن ساءَتْ سيرَتُه، انتَكسَتْ فطرَتُه، وانكَسَرتْ عندَ الناسِ حُرمَتُه، بقسوة قلبهِ، ومَن ماتَ قلبُه، فقد الحب!؛؛؛ ولسمو، وعلو، ورفعة مكانة الحب، وجمالهِ، ذكرت آيات القرآن الكريم كلمة الحب، ومشتقاتها في الكثير من الآيات مثل: "اسْتَحَبُّوا، الْحَبِّ، أَحَبَّ، أَحْبَبْتَ، أَيُحِبُّ، تُحِبُّوا، تُحِبُّونَ، تُحِبُّونَهَا، تُحِبُّونَهُمْ، حَبًّا، حَبَّبَ، حَبَّةٍ، حُبَّ، حُبِّهِ، فَاسْتَحَبُّوا، كَحُبِّ، لِحُبّ،ِ مَحَبَّةً، وَالْحَبُّ، وَأَحِبَّاؤُهُ، وَتُحِبُّونَ، وَحَبَّ، وَيُحِبُّ، وَيُحِبُّونَهُ وَيُحِبُّونَ، يَسْتَحِبُّونَ، يُحِبُّ، يُحِبُّهُمْ، يُحِبُّونَ، يُحِبُّونَكُمْ، يُحِبُّونَهُمْ، يُحْبِبْكُمُ"؛ وهنا نتحول للمحة سريعة علي بعض الآيات التي تحدثت عن الحب قال تعالي: (يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)، (وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ﴿١٩٠ البقرة﴾ (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ﴿١٩٥ البقرة﴾ (وعسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) ﴿٢١٦ البقرة﴾ (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ) ﴿١٤ آل عمران﴾ (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) ﴿٣١ آل عمران﴾ وقال تعالي: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ" ﴿٣١ آل عمران﴾، وقال تعالي: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣٤ آل عمران﴾ وقال تعالي: "وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"﴿١٤٠ آل عمران﴾؛؛ وأما بعض الأحاديث النبوية عن الحب فهي كثيرة ونذكر جزء يسير منها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن زوجتهِ أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها: ( إني قد رزقت حبها)؛ وحديث آخر حينما رأى الرسول أن الصحابة يلعنون رجلاً من القوم يشرب الخمر فقال عليه الصلاة والسلام:(لا تَلعنوه، فو اللَّه ما علمتُ إلا أنهُ يُحِبُّ اللَّه ورسوله)، وفي حديث آخر عن الحب، عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: ( وَالذي نَفسي بِيدِهِ، لا تَدخلونَ الجنةَ حتى تُؤمِنُوا، ولا تُؤمِنوا حتى تَحابُّوا...)، وقال النبي "لم ير للمتحابين مثل النكاح"، "والمرء مع من أحب"، وحديث: (إن فيك لخُلقين يحبهما الله ورسوله قال: ما هما يا رسول الله؟ قال: الأناة، والحلم؛ فالحب هو الميل، والإعجاب إلى شخص ما، وهو شعور نبيل طاهر، لا معنى للحياة دونه، ودين الإسلام دين محبة وسلام، فإنّ الحب من أسس الإسلام، وقد حثّ عليه، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم محباً لأهله وزوجاته، وأصحابه وكل الناس، وكان رحيماً عطوفاً في تعامله مع الجميع، وأعظم أنواع الحب، والتي لا تضاهيها منزلة بداية أن يكون الله، ورسوله أحب شيء للإنسان، وحتي من نفسه، وروحهُ، ومن ثم حب الخير للجميع، وحب المؤمنين والصالحين، وحب الوالدين، وحب الزوجة، والأولاد؛ وإنّ لله سبحانه وتعالى تسعاً وتسعين اسماً، من ضمنها اسم الودود بمعنى الُمحب لخلقه، وعبادة، لذلك تعد صفة من صفاته عز وجل، فهو المحب الرحيم بهم؛ فما أحوجنا جميعًا في هذهِ الأيام العصيبة، الصعبة التي نعيشها أن نتراحم وأن نتصافح، وأن نّتحَاب، وأن ننشر الحب بيننا، ومع الحب تحلو الحياة، وتهون الصعاب، ويعُم الخير علي البلاد، والعباد، فسبحان من أُرسل رسولهُ رحمةً للعالمين، لنشر رسالة الاسلام بالسلام، وبالحب، والخير بين الناس جميعاً.

4

الشعارات الدنكوشوتية للعرب
إن الجهل، والفقر، والمرض، عوامل النخر الثلاثة التي تهدد كيان أي أُمة، وتخنق روح المجتمعات؛ ونحن العرب ينطبق علينا تمامًا في هذا الزمن بيتُ الشعر للإمام الشافعي رحمه الله القائل: وذو جهل قد ينام على حرير،، وذو علم مفارشه التراب..!؛ وكذلك بيت الشعر "للمُتنبي" القائل: "ذُو العَقْلِ يَشْقَى فِي النّعِيمِ بِعَقْلِهِ،، وَأخُو الجَهَالَةِ فِي الشّقَاوَةِ يَنْعَمُ"؛ فلقد أصاب الكثير من الرجال العُلماء الكُرماء، الأتقياء الأنقياء، ومن النساء العالمات الفَّاضِّلات الكريمات، التعب، والنصب، والوصب، من شدة تفشي الدنكوشوتية، والجهل، والجُور، والظلم، في مجتمعنا العربي، والإسلامي!؛ فلقد أصبحنا فرقًا، أشياعًا، وأحزاباً متناحرين!؛ ولن يّصُِلحْ حال العرب، والمسلمين اليوم بمجرد إطلاقهم الشعارات، والتصريحات الدنكوشوتية (أي الوهمية)، الفارغة في الهواء الطلق، فتلك التصريحات كعويلٌ، وَوَّلُولَةٌ، ونِكاحٌ في قلب الصحراء القاحلة المُقفّرِة؛ لن تُنبثُ الكَلأُ!؛ وكمن يخُطب خطبةً دنكاشوتية ظاهرهُا خطبة دينية، ووطنية، وحماسية نارية، مُجلجلة، حول تحرير فلسطين، والأقصى فيرفع صوتهُ صارخًا، وهاتفاً بكل قوة، تكاد أوُدّاجُهُ تنفجر، وبلغُةٍ سريانية، والمستمعين للخطبة لا يفقهون ماذا يقول، ولا يعلمون تلك اللغُة أصلاً!؛ حالهُم صمٌ، وبكمٌ؛ ولا يوجد لهم حتي مُترجم للغة الاشارة ليفهموا ما يقوله خطيبُ الوهم، وبائعُ الكلام!!؛؛ إن حالنا اليوم لن يّصُلح بالشعارات الجوفاء، والخطب الوهمية الرنانة، الفارغة من المضمون، وحتي من المحتوي!؛ فبعض أصحاب القرار في أغلب الأماكن من الأحزاب، والمؤسسات، والشركات، والجامعات، والحكومات في عالمنا اليوم ممن يملكون، الحكم، والقرار الجائر، والمال الفاسد، الذين انتفخت وانتفشت، وتكرشت بطونهم فأصبحوا كأجسادُ البغالِ، وعقُولُ العصاَفّيِرْ"!؛؛ فلن ترجع فلسطين، ولا القدس بالوهم، ولا بالانفصال، أو التفرق، وبالشقاق والصراع، ولن ترجع سوريا، واليمن، وليبيا، والعراق، وأخواتها عبر الشعارات، والتصريحات الدنكوشوتية!؛ إلا أن أصلحوا وغيروا ما في أنفسهم، وفيما بينهم، وبين خالقهمُ عز وجل، وأزالوا كل الفواصل، والحواجز، والحدود الوهمية بين الوطن العربي الكبير؛ تلك الحواجز والحدود التي صنعها أباطرة الماسونية، والصهيونية من بُغاة اليهود، ومعهم قوي الاستكبار، والاستعمار من خلال (اتفاقية سايكس بيكو)؛ التي قسمت الوطن العربي الواحد!؛ لذلك لن يصُلح حال العرب والمسلمين اليوم إلا بما صلح به حال أولهم، بعد الجاهلية الأولي، فبعدما كانوا رعاة للإبل والغنم، ومنهُم حفاةً، بل، ويطوفون بالبيت الحرام قبل الاسلام عُرَاة، ويقتل بعضهم بعضاً، وقامت حروب بينهم قاربت من الزمن علي ثمانين عامًا علي "جمل، و فحل"!!؛ لقد كانوا في ذيل الشعوب، وفي مؤخرة الُّأمَم الغابرة، حتي جاء الرسول الخاتم نبي الرحمة للعالمين بالصدق، والحق، والعدل، للبشرية جمعاء سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، فأقام دولة الإسلام، ونشر الحرية، وقضي علي العبودية، وحكم بالعدل، والحق، وحتي كان عادلاً مع الأعداء، وأزال جميع الفوارق بين الناس الأسود منهُم، والأبيض، العبد، والسيد، الكبير، والصغير، الغني، والفقير، وجعل الفرق بينهم في شيء واحد فقط: "بالتقوي"؛ فأصبحوا، وأمسوا في زمانهِ إخوةً متحابين، وتحولوا من رُعاةً للغنم إلي سادة الأمم، والشعوب، بل، وفي مقدمتهم؛؛ ونحن العرب، والمسلمين اليوم في حالٍ لا نحسد عليهِ من الدنكوشوتية، والتراجع، والانحسار، والانكسار، والذلة، والمهانة، وغياب العدل، والفضيلة، والقيم، والأخلاق، وانتشار الرذيلة، والفساد، والانحلال، لأن الكثير من المُتنفذين في الوطن العربي ينتمون إلى مدرسة الدنكوشوتية أي شعارات الوهم الواهية!؛ وبها ينادون لتحرير فلسطين!؛؛ والاحتلال يتمدد، ويقضم ويأكل مزيدًا من الأرض ويهود القدس، ويتسع ويزداد شراسة، وقوةً، ونحن العرب، والمسلمين نفعل العكس!؛؛؛ إننا نعاني في هذا الزمن الحالي من أزمة أخلاق وقيم، وحتي نُعاني من غياب الحُب فيما بيننا، وحتي بين الأخوة والأخوات وفي الأسرة الواحدة!؛ فمُشكلة الكثير من النخب، ومن أصحاب القرار السياسيين، وحتي بعض حملة المؤهلات العلمية العليا، في الوطن العربية أنهم ينتهجون فكرة الوهم، والجهل، والاتباع والابتداع؛ واستنساخ التجارب سواء العلمية، أو الاقتصادية، أو الأمنية الخ...، دون إدراك الاختلاف الكبير لظروف كل دولة في العالم لها ظروفها وثقافتها الخاصة بها؛ وأصحاب الوهم كبائع الهوي للشعب!؛ وباتت أهدافهم تدلل علي نفسيتهم النرجسية!؛، لا يهمهم إلا أنفسهم، يجلسون علي كرسي الإمارة أو الحكم متمترسين فيها، غير آبهين بمُعاناةِ شعوبهم، ولو ماتوا من الجوع، ونحن نعيش في وقتٍ انتشرت فيهِ البطالة، والفساد، وتفسخ النسيج الاجتماعي؛ ولا زال البعض رغم كل تلك المآسي يُطلق لنا التصريحات الدنكوشوتية والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، والهدف منها هو ذّر الرماد في العيون، والوصول، والشهرة، والتسلق علي أكتاف الأخرين، والتشبث بالمنصب، والكرسي، فتلك التصريحات الغوغائية، والجوفاء، غير العملية، لا تتمتع بأي مصداقية؛ والظاهر ان الرق لم ينتهي من عالمنا العربي، والإسلامي فلكل عصر رقيقه، وعبيدهُ من الأفاكين؛ ورغم سوداوية المشهد إلا إن الخير سيبقي موجود، بوجود الصادقين والشرفاء، والمخلصين من أصحاب الافكار النبيلة التي لا يحملها ويدافع عنها الا النبلاء والفساد، وعكس ذلك أصحاب الظلم والخيانة فيتبناها، ويدافع عنها كل ظالمٍ، وفاسدٍ، وخائن، فيا وطني العربي الحزين حولتني من كاتب يكتب للأمل، والحب، والحنين،، لكاتبٍ يكتب بالسكين، والأنين، ويتجرع المُّر، والحنظل. 

5

شّكَى، وبّكَى
شكي، وبَّكَى، وتباكي الكثير من الحكام العرب، والمسلمين علي نكبة ضياع فلسطين، واغتصابها عام 1948م، واشتكوا بعدها للجمعية العامة للأمُم المتحدة!؛ ولكن كيف ينام الذئبُ في عدوانهِ إنّ يكُنْ راعٍ عدو الغنم!؛ فالأمم المتحدة، ومن خلفها مجلس الأمن هو من أعطى الشرعية، والغطاء القانوني، والدولي المُزيف فاعترفوا بوجود دويلة الكيان الصهيوني الغاصب علي أرض فلسطين!؛ وبعد احتلال فلسطين رفع الزعُماء العرب شعارات متنوعة، مُنادين بتحريرها من الغاصبين؛ من البحر إلي النهر؛ فمنهم من نادي بالقومية العربية، ومنهم بالبعثية، أو الماركسية، الشيوعية، أو الإخوانية الخ...، وقد مضي أكثر من سبعون عامًا، علي الاحتلال، ولم تتحرر فلسطين!؛ ووصل الواقع العربي الحالي الرديء للعرب، والمسُلمين إلي الترهل، والضعف، وفقدان حتي التقوي، وهو السلاح الأمضى، والأقوى، وضَُعفْ، وضاع الإيمان، فّفَّقُدُوا نعمة الأمنُ والأمان في الأوطان، ورحلت عنهُم، ومن مجالسهم الكثير من الفضيلة، والأخلاق، وحَّلْت بدلاً عنها الفحشاء، والرذيلة حتي أوحلتْهُم في اّلوَحِلْ!؛؛ وجلت لهم الدنيا بزخارفها، وزينتها حتي أوجلت قلوبهم، وأينعت لهم حتي نَّعتْ، وهُم في غفلةٍ مُعرضون!؛ ونري كثير من بني البشر في زماننا الحالي يمرون بحالات عكسية توازن، ثُم اختلال، واختلاف، وتحول، وتحُور، كموج البحر الهادر؛ وتأتي علي الانسان العربي اليوم فترات مدٍ، وجزر، وارتفاعٍ، وعلوٌ، وانحسار، وانخفاض، وتراجع، واحباط!؛ وبعضهم مثل شهرِ "شباط - فبراير"، ليس عليهم رِبّاطْ، مُتغيرٌ، وخُْبَاطُ، وقد تري في ذلكْ الشهر الفصول الأربعة في اليوم الواحد!؛ ومن أبناء الشعوب العربية اليوم تجدْ منهم المكلُومين والمظلومين ممن أضناهم، وأبكاهم الُّحزنَ، والهمُوم، توالت عليهم، كما يتوالى الليل، بعد النهار، وقد تمنى بعضهمُ الموتُ لضُرٍ أصابهِ، فلم يتحملوا قسوة والقهر في الحياة!؛ وقد وقف بعضهم عند قبر من رحلوا، شاكيًا لهم، وباكيًا مناجياً من سكنت أجسادهم ظُلمة الثري في القبور، ولكنهم تركوا خلفهم طيب الأثر؛؛ وتمضي بنا الأيام فّتمرُ، وتّغُر وتّضُر، خاصةً لناسٍ غَّيبَت اُلمسِّكِرات عقُوِلهم حتي الثمالة، وأضناهم كثرةِ السهر حتي ساعات السحر، وعاش في معصيةٍ وبطرٍ، وضجر، وبغيٍ وفساد، ولم يرتجع أو حتي يَّسَتَتِّر!؛؛ ونعيش في زمانِ تري فيه العجب العُجاب!؛ فصديق الأمس، قد يتحول لعدو اليوم، والعدو، قد يُحور صديقاً، وقلوبنا كأنه أصابها الرانُ، وغلتها الأقفالٌ!، وتري مبصرون من غير بصيرة، وتجد من فقدوا نعمة البصر، ولكنهم أصحاب بصيرة، قلوبهم عامرة بالخير والفهم، راضية بالقضاء، والقدر برغم قلة حيلتهم، وضعفهم، وما بهم؛ ولكنهم لم يبكوا ولم يشكوا، وكانت له بصمات عليمة وأدبية كبيرة، معنوياتهم، وهمهم عالية تعلو القمم إنهم لم يفقدوا الأمل، ولم يتركوا العمل؛ ولقد تكالب الغرب، والشرق علي الأمة العربية، والإسلامية اليوم؛ تسلب أموالنا، وخيرات البلاد، وتحاول تقسيم المقسوم، وتجزئة المجزوء في الوطن العربي، في شرق أوسط جديد ( وربيع دامي، ودموي)، والسبب الحكام والمحكومين، انحرفت بوصلتهم، وابتعدوا عن المنهج القويم السليم، وركنوا إلي الحياة الدنيا وأصبح كلٌ يقول يبحث عن ذاتهِ ونفسهُ؛ فتكالبت علينا الأم كالكلاب تأكل من قصعتنا!؛ ثُم غادرت الكلاب عندما شبعت، وحتما ستعود عندما تجوع؛ فعند المصالح تأتيك الكلاب مشتاقة للطعام، وتهز أذيالها تواقة، وعندما تشبع تُكشرُ عن أنيابها وتنبح، كالاحتلال يُهلك الحرث، والنسل، ويعربد في فلسطين، ويُّهّوِدْ المسجد الأقصى الشريف، ويرفض السلام، ويغتصب كل فلسطين ثم يشكي نتنياهو، وصدق المثل القائل فيهم: قتل يهودي واحد جريمة لا تغتفر، وقتل شعب فلسطين بأِكّمَلهِ مسألةٌ فيها نظر!؛ فمتي ترجع الأمة للفضيلة، والأخلاق، ولعمل الخيرات والصالحات، وأقاموا منهج الله في أرضه قولاً وعملاً وقتها سيتحقق لهم النصر علي العداء. 

6

بادر للخير قبل أن تُغادر؛؛ فكُل من عليها ّسيُهَاجِرْ...
ولا تكُن غادر قبل أن تُغادر ... فكل غادرٍ حتماً سيُغادر...
فمهما علا شأّنُكْ ستترككُ الدنيا، وحيدًا لتُغادر ...
حتي، وإن كُنت من الأخيار، والأعيان أو من خيرة الأكابر ...
وبادر بفعل الصالحات، قبل أن تغادر، إلي مصيرٍ مجهولٍ غابر ...

واعملّ لكْ أثرًا، وصنيعًا طيبًا، ولا تّكُن غادراً أو فاجر...

وقبل أن تُغادر هُنالّك؛ لتُحاسب بين يدي عليٍم وقادر...

لتّسُكن جثمانًا مُسجي ربُما دهراً طويلاً في ظلُمة المقابر ...
فيا، ويّحْ من كان غادرًا أو قاتلاً أو فاجرًا أو كافر ...
يوم تتطاير الصحف، في يومٍ ذي مسغبةٍ، رهيبٍ عابرٍ، وغامر...
يومها تُبلي، وتكُشف كُل الُحُجبُ، وتُفضح السرائر ...

فيومئذٍ لا مناص لغادرٍ، ولا قوةٍ لهُ، ولا مُعين، ولا ناصر ...
أيها الإنسانُ إنك كادحٌ في الدنيا، ولمصيرك سائر...
فيا سائراً لما هو صائر بادر بجبر الخواطر قبل أن تُغادر...

7

تصافحوا، تصالحوا، تَّسَامحَوُا، تّراحموُا، تّحَابُوا، تُرْحّموْا
يُعد الاختلاف بين الناس سُنة الله في أرضه، ولكن المهُم أن لا يتحول الاختلاف إلي خلاف دائم، ينتُج عنهُ الاقتتال، والقتل، والتشاحن، وطّحْن بعضنا بعضاً!؛ يقول تعالي: ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ولذلك خَلَقَهُمْ)؛ ولقد حصل الخلاف بين أفضل قوم، وأعظم، وأفضل رجال عرفهم التاريخ البشري، بين بعض الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين؛ وهم خير القرون، وأعظم الناس، وأصفاهم، وأنقاهم أفئدة؛ وكيف لا يكونوا كذلك! وهُمُ الذين اختارهم اللهُ عز وجل ليكونوا أصحابًا للنبي الخاتم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم؛ حيث تروي كتب السيرة، والتاريخ أن الفتنة وقعت بين الصحابة الكرام، وذلك في زمن الخليفة ذي النورين الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه، واقتتل الصحابة الكرام في معركة الجمل، وبعدها كانت معركة صفين؛ فأما موقعة الجمل بإيجاز فهي معركة، وقعت في البصرة عام 36 هـ، بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والجيش الذي يقوده الصحابيان طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، بالإضافة إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والتي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل، وسميت المعركة بالجمل نسبة إلى ذلك الجمل، وقد استشهد الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم في تلك الفتنة العظيمة؛ التي كانت من أعظم، وأشد الفتن على الإطلاق في تاريخ الدولة الإسلامية!؛؛ لذلك فإن الاختلاف في الرأي ظاهرة طبيعية، وصحية؛ ولكن على أن يكون هذا الاختلاف من أجل المصلحة الوطنية العامة، ومن أجل بناء الوطن، والإنسان، ومن أجل عمارة الأرض، واصلاحها، ونشر الخير، والفضيلة بين الناس، وللبناء، والتعمير، وليس من أجل التخريب والتدمير،،، فلقد أوجد الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد الخلاف، والشقاق، وصنع النكبات والويلات، وتسبب لانتحار بعض الشباب في غزة بدل الانتصار!؛ وأوجد الهجرة لألاف الشباب من فلسطين لبلاد الغرب، مما تسبب الموت والغرق في قوارب الهجرة لمئات الشباب!؛ وضرب الانقسام النسيج الاجتماعي الفلسطيني بِّمَقتل فمزقهُ إرباً!؛ ففرق الانقسام بين المرء، وزوجه، وبين الأخ، وأخيهِ وبين الأب وبنيه، وحتي بين فّصِيلتهِ التي تّؤُويه، وخلق الانقسام الانكسار والاحباط، والفقر، والأمراض، وتسبب بمآسي أكثر من الاحتلال نفسهُ!؛ فأصبحت تري جيش من المتسولين، والمتسولات، ومن الطفار، وحتي من كبار السن؛ الكثير!؛ وقد أوجد الانقسام الضجر بين الشعب مما تسبب بوجود بعض الحالات المريضة نفسيًا، والمُنهارة، والعصبية للشباب، حتي تسير في الشارع فتجد في بعض الأحيان من يمشي في الطريق ويكُلم نفسهُ !؛ وخلق الانقسام الأسود بين إخوة الدم والدين، والسلاح، طائفة باغية من تُجار الوطنية، وتجار الدم فُجارًا!؛ ، كما أوجد الانقسام مساكين، وفقراء لا يجدون كيس طحين؛ ومنهم لا يجد بيت يأويه، فنام في قارعة الطريق؛ وأصبحنا نسمع يوميًا عن موت الشباب بالجلطات الدماغية والسكتة القلبية، فلقد سبب الانقسام والحصار، المتواصل منذ 12 عامًا، الفقر المُدقع، وأدامّ الوبار والدمار على الشعب الذي اكتوي ولا يزال يكتوي بنار الانقسام، حتي اقتربنا من الانفصال التام لا سمح الله!!؛ ومن يدفع ضريبة الانقسام هو الشعب الفلسطيني المكلوم ثمنًا باهضًا من دمهِ، وحياته لذلك الوضع المُريب الغريب العجيب الخارج عن تقاليد، وأعراف شعبنا الفلسطيني البطل؛ وديننا الاسلامي الحنيف، إن مآسي الانقسام البغيض تعادل قسوة الاحتلال المجرم، وتفوق الوصف؛ ولهذا فإنهُ يتوجب علي الجميع الكل الفلسطيني والعربي وخاصة أصحاب القرار، الوقوف وقفة جادة، ومخلصة، وأمينة، وصادقة عند مسؤولياتهم الوطنية، لإنهاء الانقسام؛ ويجب مساندتهم من كُل المفكرين، والكتاب، والعلماء، والأدباء والشعراء، وأساتذة الجامعات وكُل مؤسسات المجتمع المدني الخ..؛ من الشرفاء، والمخلصين من أبناء الشعب الفلسطيني، وأبناء الأميتين العربية، والإسلامية بكافة شرائحهم، ويجب علي القادة، الترفع علي الجراح والتعالي عليها، والتسامح والتصافح والتحاب وانهاء الانقسام، علي كُل واحدٍ منُهم أن يقف عند مسئولياته الأخلاقية، والدينية والإنسانية والوطنية والأدبية، وليس عيبًا أن يتنازل الأخُ لأخيه من أجل المصلحة الوطنية العليا، علي قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وعلينا أن نكف عن عبارات الردح، والتطبيل، والتخوين لبعضنا والشتم، عبر الفضائيات ووسائل الاعلام؛ وعلينا أن ندفع بالتي هي أحسن، وأن نكون جميعًا مثل الذين قال الله عز وجل فيهم: " وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ" ، وأن نتسامح ونتراحم ونتصالح ونتصافح، وأن نعلو فوق الجراح ويكفينا نكبات الاحتلال، وعلي أصحاب الأجندات الخاصة، والمكتسبين ماليًا من بقاء الانقسام أن يكفوا عن ذلك ويتقوا الله في شعب يذبح ليل نهار بسكين الانقسام البغيض الحافي؛ فويلٌ لهم مما كسبت أيديهم وويلٌ لهم مما يفعلون؛ فلن يرحم التاريخ ولا الشعب كل من يعمل على استدامة وبقاء الانقسام كائنًا من كان، ولا يحسبون أن الشعب جاهلاً وغافلاً عما يفعل أولئك الظالمون، بل إن الشعب يغلي، كالبركان قبل الانفجار، ومُّدِرك تمامًا لكل ما يدور من حوله؛ وإن النار من مُستصغر الشرر، فلقد ضاقت علي الشعب، وخاصة في غزة الدُنيا بما رحُبت؛ فلا ملجًا، ولا منجى لنا من الله إلا لله، ومن ثم بالوحدة الوطنية، وإنهاء هذا الانقسام ينجو الجميع؛ ففتح، لن تسطيع شطب حماس، والأخيرة لن تسطيع شطب فتح؛ والجميع تحت سياط الاحتلال المجرم، فكُلنا في الهواء سواء، ونحن نركب في سفينةٍ واحدة هي فلسطين، تجري في بنا جميعاً في بحر لجُيٍ مُتلاطم هادر الأمواج، وهي تبُخر بنا عباب البحر، ويضربها موج الاحتلال واتباعهُ من كُل مكان؛ وحدبٍ، وصوب، ويحيط بها الموت من كل مكان، توشك على الغرق بالجميع دون استثناء أحد، أو تنجو بالجميع، وأملنا كبير بكل الشرفاء من أبناء شعبنا، ومن الفصيلين الكبيرين أن يُحَكِموا المصالحة، والمصلحة الوطنية العليا، لأننا نحن الأن على مفترق طرق وكأننا صرنا محمولين على ما تبقي من السفينة، من ذاتِ ألواحِ ودُسُرّ، فيجب العمل على سد الخُرق الذي أصاب السفينة الفلسطينية، لنعود لحمة واحدة متحدين نقاتل صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص عدوًا مُجرمًا حرق الأخضر واليابس، وعلينا أن نخجل أمام دماء الشهداء وأهات الثكالى، وأنات الأسري الأبطال في سجون الاحتلال، وأمام المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض للتهويد والتقسيم ومحاولات هدمه ليلاً ونهاراً؛ وليسقطُ الانقسام البغيض

8

ايها المتصالحون مع الحياة رغم الوجع
تصنعون من الحب ...خبزا سائغا اكلة .
وتنسجون من الدمعة قطرات ندى للقلوبكم
امنحوني بسمة واحدة لاكتب لكم قصيدة
انتم من تستحقون اشراقة الشمس
وخبز الامهات .ودهشة الصباح
قهوة العاشقين ..وباكورة الحب

9

فلسطين الأنين والحنين، الألم والأمل، وغزة مقبرة الغزاة
فلسطين الحبيبة لا تزال مُّغتّصَبّة، مُحتلة من اليهود؛ تّأِنُ، وتّحِنُ للحُرية، جّريحةٌ تتألم، من غير أن تتكلم، تحاول أن تُّلمَلمُ الجراح الغائرة، من العُصابة الفاجرة الغادرة، العاهرة!؛ من البغُاة، زُناة الليل، في الحانات، والبارات، وزنادقة النهار، قطُعان المُحتلين المستوطنين القتلة الفاسدين، المفُسدين في الأرض، الأشرار!؛ شُذاذ الأفاق، خفافيش الظلام؛ أعداء السلام، والانسانية جمعاء؛ حتي أن بعضاً من بُغاة وطُغاة "بني إسرائيل"، من تجرأ علي قتل أنبيائهم، فقتلوا يحيي، وزكريا عليها السلام!!؛؛؛ وحاولوا قتل سيدنا المسيح عيسي عليه السلام!!!؛؛ وها نحنُ اليوم نري بلاد الشام الأرض المباركة المقدسة المُطهرة منذ ما يربو علي قرنٍ من الزمان تُعاني من نكبات، وجرائم الُغزاة، من طُّفِرةْ الُطغاة، المحتلين؛ ولكن فلسطين، بلاد الشام لا يعُمر فيها ظالم؛ هكذا كان الأمر منذُ قديم الزمان، وعلي مدي مّرْ القرون، والعصور، والدهور، فعلي عتبات فلسطين، وبيت المقدس، وغزة كانت مقبرةُ الغُزاة، فانكسرت، وانهزمت فلول المُحتلين؛ من التتار المغول، والحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، والصليبين، وأذاقت فلسطين الويلات وصمدت أمام اُلمستعمر البريطاني في الحرب العالمية الأولي، والثانية؛؛ ولأنها فلسطين أرض الرباط، وفيها القدس القبلة الأولي للمسُلمين، وفيها مدينةُ بيت لحم مهد سيدنا المسيح عليه السلام، وأمه الطاهرة العفيفة السيدة مريم البتول عليها السلام؛ ومن مسجدها الأقصى المبارك كان المعراج بسيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم إلي السموات العُلا، بعدما صلي إمامًا ووقف خلفه كل الأنبياء والمرسلين؛ ليسلموا له راية التوحيد، وفلسطينُ أرض المحشر، والمنشر، وبوابةِ الأرض إلي السماء، وهي بمقامِ الروح للجسد، والقلب للعالم؛ وفلسطينُ أرض الكنعانيين الفلسطينيين لا تقبل القسمة، ولا التقسيم، ولا المزاودة، ولا الطرح، ولا الضرب، فهي أم البدايات، وأم النهايات للُدنيا، فهي التي نُحبها، ونّعَشقها، الُأّم الرؤوم الحنونة، الرحيمة، التي تحنو علي أولادها، وتحن، وتّأِنْ، وتّطِّنُ حولهم، خوفًا عليهم، وشوقاً لُهم، وهي مهبط الوحي الإلهي، وبلدُ الأنبياء، وبلاد الشام وذرةُ تاجها سوريا، وفلسطين، والقدس هي مفتاح السلام، ومدينة السلام، وفيها يبدأُ السلام، ومنها تندلع الحرب، وهي منتصفُ، وبوابة العالم؛؛ ورغم كل ما ذكُر سابقاً من بركتها، وطهرها، وعظمتها وقدَاسّتِهَا، إلا أنها كباقي بلاد الشام المباركة عانت، ولا تزال تُعاني اليوم من الاحتلال الغاصب الانحلالي الاستيطاني العنصري الصهيوني، وكذلك من نكبات الانقسام، ومن الصراعات العربية، العربية، والإسلامية، ومن التطبيع العربي، والإسلامي المجاني مع كيان الاحتلال الغاصب، علي الرغم من أن المقدُسات الإسلامية، والمسيحية في فلسطين لا تزال مُغتصبة ومستباحة من قطعان الغاصبين المستوطنين ليلاً، ونهاراً، وجِّهارًا!؛ ولكن المتأمل في تاريخ دويلة الاحتلال العنصري (إسرائيل)، ليدرك تمام الإدراك أنّ تلك العصابة الصهيونية التي تأسّست على الشر، والقتل، وارتكاب المجازر البشعة، والاغتيالات، والبطش والظّلم، والقمع، واغتصاب الحقوق من أوّل يومٍ لها، هي كيانٌ زائلٌ لا محالة، ورغم العلو الكبير لها اليوم، والدعم الغربي الأمريكي، والأوروبي غير المحدود لتلك "الدولة" المارقة، إلّا أنّ الحقائق القرآنيّة الربانية، والأحاديث النبويّة الشريفة الصحية تؤكّد لنا على حقيقة ثابتة، وهي قُرب بداية النهاية لزوال "دولة الكيان الصهيوني الغاصب"، وذلك بزوال، وموت الكثير من المؤسّسين الصهاينة، وبسبب العلو الكبير لهم، وافسادهم، وبغيهم وظُلمهِم، وتجبرهم وطغيانهم في الأرض المقدسة فلسطين؛ ورفضهم العيش بأمنٍ، وسلام!؛ وفي ذلك يقول الله عز وجل:"(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)؛ وقد روى الإمام البخاري رحمهُ الله تعالي في صحيحهِ حديث النبيّ صل الله عليه وسلم القائل: ( لا تقومُ السَّاعةُ حتى تُقاتلوا اليهودَ، حتى يقولَ الحَجَرُ وراءه اليهوديُّ: يا مسلِمُ، هذا يهوديٌّ ورائي فاقتُلْه)، فرغم ما تعانيه اليوم الأمة العربية، والإسلامية من ويلات وحروب، وصراعات داخلية صنعها الاستعمار، وبرغم الحصار الخانق علي غزة منذ 12 عامًا من الاحتلال البغيض، ومحاولات الاحتلال تهجير أهلها، وتركيهم!؛ ولكن هيهات، هيهات، وآنا لهم ذلك!، وها هي فلسطين تتولي قيادة دول العالم (77 + الصين)، والنصر قادم، رغم اشتداد الألم، والنصرُ صبر ساعة؛ والنبي صل الله عليه وسلم أخبر، "خير رباطكم عسقلان" أي "غزة"، فهي والضفة، والقدس المباركة، والمبارك ما حولها، مقبرة الغزاة، ولن يّحُورْ شعبها عن تحريرها، ومن أجلها يجود بالغالي والنفيس، والمُهج والأرواح فداءً لها؛ ومع اشتداد ظلام الليل الحالك، فلابد من بزوغ الفجر، والنصر آتٍ لفلسطين، ومقدساتها وشعبها لا محالة، يرونهُ بعيدًا ونراهُ قريباً وإنا لصادقون؛ ومصير الاحتلال الَكَنسْ إلي مزابل التاريخ.

10

جراح الشعوب، الغائرة، والأفئدة الحائرة
لقد لملمتُ جراح نفسي السارحة في ملكوتُ بارئها عز وجل، وجمعتُ شتات فكري، وحيرتي فيما، وماذا أُكتب، وأقُول؛ فتوقفتُ ملياً، وأبصرتُ جلياً لواقعنا، فأخذتُ برهةً من الوقت مُتأملاً، مُتدبرًا، متفحصاً لشريط الذكريات، وأنا أبحثُ في دهاليز عقلي، وقلبي، ووجداني، وكينونتي، بين ماضيٍ من الزمانِ، وآتٍ، باحثاً عن عّنِوانٍ يُفسر، ويوضح عُمق ما في مقالتي، ويّوصَفُ حال الأُمتين العربية الإسلامية اليوم، وقد أخذتني سِّنّةٌ من النوم، لتغوص روحي في قلبي، وفكري، وتتذاكر معها شريط الذكريات العابرة، والأحداث الخالدة، والايام الخوالي، والزمن الحالي، فما أصعب المقارنة، وما أشد الألم، وما أعمق الجراح الغائرة عند الشعوب، حتي وصلت شغاف القلوب، فضربت جدار الأفئدة، والشرايين التاجية، حتي تصلبت، فأكل الزمان عليها، وشرب!؛ ورأيت حال الشعوب اليوم في غّمُ عظيم، وهموُمٌ تغشاها هُموم!؛ كالغيوم السوداء مُلبدةً في كبد السماء، وّتغُط في لَيِلٍ حالك، وفي فصل شتاءٍ بردهُ قارص، أصابهم في وحدتهم، وحيرتهم، وفي مهجرهم، فتجمدوا، فلا جليس، ولا أنيس لهم في، وحدتهم، وشاهدتُ بعضاً من الأحزاب، والفصائل، والتنظيمات، والحكومات، والحركات، والمؤسسات، والناس يتغنون بالدين، ويتلحفون التقوي، ويلبسون ثياب الورع، ولما اقتربت الشعوب مِّنِهُم، وانتخبتهم واختارتهُم، ليمثلوا الشعوب، وجدوا أنهُم هَُمْ، وَهّمٌ، ووّهّمٌ، وهَّمْ، وغمٌ، وسراب!؛ وكأنك تُطارد خيط دُخانٍ عابرٍ كاذب!؛ فما أقبح صنيعهُم!؛ أما الحكام والزعماء اليوم فكأنهم في واد، وشعوبهم في وادٍ آخر!؛ وكلٌ يغني علي ليلاه، والشعب العربي حالهُ اليوم ليسوا بأفضلِ من حالٍ زُعمائهمِ، فبعضهم أهمتهُم أنفسهم، وفروجهم، وبطونهم المُنتفخة، وأموالهم ودراريهم، وأكلوا، وشربوا حتي أصابتهم السمُنةُ، والتُخمةُ؛ فأصبح بعضهم مُتّكرشاً بلا رقبة!؛ وبعضهم قبلتهُم نساؤهم، وفي ذات الوقت تجد عكس ذلك، فمن الناس يتلوى ويتألم طريح الفراش، والمرض، والفقر، خاوي البطن، يتضور جوعاً ، ولا يسألُ حميمٌ حميما؛ حتي الجارٌ لا يبالي بحال جارهِ!؛ بل لا أُغالي إن قُلت بأننا في زمانٍ قلما يسأل أخٌ عن أخاه، أو أختٌ عن أُختها، بل إن الكثير من الأُسرْ صارت مُفككة، والعائلات مُتفرقة، ومتشتتة، واتسع عقوق الوالدين!؛ ويكاد العقل من الواقع المُعاش تتوقف الأفئدة، حتي الطيور هاجرت هرباً من الأوطان العربية، التي سيطرت، وعشعشت وحكمت فيها البُومُ، والغربان!؛ إنهُ الواقع الأليم، والمرير، والصعب الذي وصل له حال جميع العرب اليوم، وما أُبرء أحدًا، ولا أستثني نفسي فإن النفس أمارةٌ بالسوء إلا من رحِم ربي؛ فما السبب المُباشر ، والأساسي يا تُري الذي أوصلنا لما نحنُ فيهِ اليوم؟، من ضعفٍ، وهوان، ومن الذل، والحرمان، والانبطاح تحت أقدام الغرب، والشرق!؛ حتي كأننا لم نكن خير أُمةً أخُرجت للناس!؛ ولكن الأمر ليس كذلك، لأننا كنا خير أًمةً أخرجت للناس، ولكن بشروطٍ ثلاثة: أولها تأمرون بالمعروف، وثانيهما تنهون عن المنكر، وثالثهما تؤمنون بالله؛ فلما تركنا تلك الشروط الثلاثة أذلنا الله، فالعدل غائب، ومُغيب فيما بيننا حُكامًا، ومحكومين، وكأن الشعوب رضعت حليب المهانة، والاستكانة، والخنوع، وركنت إلي الأرض، ورضيت بالحياة الدينا فأصبح الدين ستارًا للبعض، وشعاراً افرغوه من المحتوى، والمضمون!؛ وغلب علينا الرضا بالضيم، والظلم، بل، ومدح الظالمين!؛ لدرجة اقتربت إلي جعلهم كالأصنام التي جعلوها في الجاهلية ألههً تُعبد من دون الله عز وجل، وصرنا نتمنى الرجوع لدهرٍ مضي، كان الخل يحب خليلهُ، ويعطف عليه، وكان الكل كواحد، والواحد كَالّكُل، وكان الصدق، والصفاء شيمة العرب، فلن يصلح حال آخر الزمان الذي نحياهُ اليوم من جراح الشعوب، الغائرة، والأفئدة الحائرة، إلا إن عدُنا لما كان علينا حال السلف الصالح ونشرنا الحب، والخير ، والصلاح، والتسامح، والرفق، والرحمة، والوفاء ،والانسانية الغائبة عنا فيما بيننا؛ فهل نحن فاعلون؟.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة اتحاد الكتاب والادباء العرب بقلم د.جمال أبو نحل

مجلة اتحاد الكتاب والادباء العرب من روائع قلم نسمة الربيع

مجلة اتحاد الكتاب والادباء العرب بقلم د.علاوي الشمري