مجلة اتحاد الكتاب والادباء العرب من روائع قلم رعد موسى الدخيلي


عراةً اتينا و نثوى عراة
إذا ما ارتحلنا و ذقنا الممات
فهذي الدِّيارُ ديارُ البَوار
عليها توارى زمانٌ و فات
فلم يبقَ في الأرض إلّا الصُّمود
و عهدٌ حفرنا عليهِ الثَّبات
سنمضي ويمضي مع الراحلين
أُناسٌ مشوها لحتفٍ سُراة
دموعٌ توالتْ بنهر الأنين
وتجري نزيفاً أفاضَ الفرات
وعند التقاءِ عذاب الأنام
بدمع اليتامى .. أُعيدَ الشَّتَات
ليزهو وريقٌ على الرافدين
من الرُّوحِ يحيي بقلبٍ حياة
فتزدانُ في الأُفْقِ بالكبرياء
ضحايا توارتْ و ضاعتْ رفات
فلاتَ المفتِّشَ عن ميَّتين
بعمقِ القبورِ بليلٍ بَيات
تلاشتْ جموعٌ وأخرى تنوح
وتتلو جموعٌ جياعاً حُفاة
ولستُ أحاولُ أحصي الجميع
سلوا مَنْ رأوهم .. سلوا ذا الرُّعاة
رأوهم جميعاً ؛ وكان الصِّياح
صُراخاً يُؤرِّقُ قوماً عُتاة
توارَوا جميعاً بتيهِ القبور
فمنهم قتيلاً و منهم وفاة
أوانَ القيامةِ يأتي الحساب
وكلُّ الضَّحايا تجلَّوا قُضاة

2
يموتُ الطَّيبونَ .. و هُمُ المَرايا
لوجه الحقِّ ، إذا تبقى الشَّظايا
وتُقتلُ في المعاركِ مِنْ رجالٍ
بسيف الغدرِ إذا تنجو المطايا
ويمشي مَنْ بغى ديناً و دنيا
يسوقُ الناسَ في ظلمٍ سبايا
ويجثو للأراذلِ مَنْ تراهُ
بعِزِّ الأمسِ مِنْ أجلِ العطايا
و يأنفُ مَنْ رأى يحيا عفيفاً
يلوكُ الجُوعَ في سترِ الزَّوايا
لهذا الدَّهرُ لم يُفقَهْ بيومٍ
وفي الأسفارِ أسرارُ الخفايا
فعشْ بالعِزِّ يا هذا أبيّاً
برتقِ الثوب كي تخفي الخبايا
عبرنا القحطَ .. لم تسألْ شفاهٌ
ألَحَّ الغيرُ يستجدي البرايا
بحمد اللهِ لم نكفر بربٍّ
و ندعو الرَّبَّ أنْ يمحو الخطايا
حملنا الدِّينَ في الدُّنيا شعاراً
وأخلصنا إلى اللهِ النوايا

3


ما حاجة الناس للسَّيف الذي انتصرا
إن لم يكُنْ فيه ذاتُ العزمِ قد ظهرا
كم صال في الحربِ من سيفٍ بمعترَكٍ
لكنْ على الذُّلِّ أخزى الجيشَ مُنكَسِرا
و في عصا الرُّسْل قد طاحتْ معابدُهم
تهاوتِ اللّاتُ و العُزَّى بمن كفرا
فلا تُغَرّوا إذا الأصنامُ قد رجَعَتْ
تعلو على الأرض .. أو قامتْ بنا بشرا
مِنْ بعد أنْ كانتِ الأوثانُ شاخصةً
كانتْ مِنَ التَّمر .. أو كانتْ بنا حجرا
ولا تُغَرّوا إذاما قامَ قائمُها
يَظَّاهرُ اليومَ بالإشراكِ مُفتَخِرا
غداً يولُّونَ .. حينَ الموتِ ؛ وجهَهُمُ
للهِ حتماً ، فلم يَغفر كما غَفَرا
فهم يظنّون أنَّ اللهَ غافلُهمْ
لن يصلحَ العبدُ لو يدري وما اعتبرا !؟
ولن تفيدَ بني الإنسان معذرةٌ
إذا أتتْهُ على المحيا وما اعتذرا
فهل نعودُ إلى الدُّنيا إذا نزلتْ
منيّةُ اللهِ .. كان الموتُ ذا قَدرا
فلا يُرَدُّ .. ولم يُبطئْ إرادتَهُ
إذا يحينُ ؛ تدقُّ الموتةُ الخطرا
فعاجلوا الشُّكْر ، قبلَ الموتِ واتعظوا
توبوا إلى الله .. يهدي اللهُ مَنْ شَكرا

4

الليل فيك انقضى ويه الصبح يا نيل
غاب القمر والسحر .. ما طال هالليل
يسترنا مرسى النهر نتبادل التقبيل
والحب مالو أمل غدّار يا ويل
عاوز أشم الهوا زي ما الهوا يميل
ليه الحبيب ارتحل مالو أثر يا نيل !؟


5



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة اتحاد الكتاب والادباء العرب بقلم د.جمال أبو نحل

مجلة اتحاد الكتاب والادباء العرب من روائع قلم نسمة الربيع

مجلة اتحاد الكتاب والادباء العرب بقلم د.علاوي الشمري