مجلة اتحاد الكتاب والادباء العرب بقلم د.جمال فلسطين


صَّخِبًا هائجًا مائجًا
مع انقضاء عامٍ أوشك أن يُغاَدِرُنَا، وميلادِ عامٍ جديد قادم، يعيش أكثر سكان المعمورة، ومعهُم جُّلْ العرب، والمسلمين في هذه الأيام حياري هائمين، كالسكارى المُتأرجحينْ، والمُخّدّرِينْ!؛ فكثيرٌ منهم في المنافي مُهّجرينْ، وفي ظّنَكٍ، وغُربةٍ، تائهين، وحتي في الأوطان مُعذبين، بين فقرٍ، وأنينٍ، وفقدانٍ للمودة والمحبة، والحنين!؛ وفي بحرٍ لُجيٍ غارقين، وفي الخلافات والنزاع والشقاق مُستمرين!؛ تغشاهُم فِتّنٌ، فُجِّرت، بينهم، وبُّعِثِّرتْ، وشّمسُهم طُّمِسّتْ، ونُجومهم أْفّلِّتْ، وانكدرت، ومِحنُ لم تنقلب لمِنَح؛ رغم طول الأيام، والشهور، والعهود، والوعود؛؛ والرُعود، تُدَوِّي عَقِب، وَمِيضٍ البَرق؛؛ فلقد بَلغَتْ القلوب، الحناجر، والأرواحُ التَّرَاقِيَ، وتّمَنتْ أن ترتقي من الدنيا، لمِّنْ هُو لَها رَاقٍ، لدارٍ أخرة، وجَنةٍ للمُحبين والمتقين، فلا كذب فيها، ولا مّرِاءْ، ولا شقاقٍ، ولا نفاقٍ، ولا نزاع، ولا قتلُ، أو فناء، إلي ربك يومئذٍ المُستقرْ، فسُبّحاَنهُ هو السلام، ومنهُ السلام، وإليهِ يعودُ السلام، والأمنُ والأمان؛ وهو سبحانهُ أدخل بّغّيْ جنات النعيم برحمتهِ، لأنها سقت كلباً، وأدخل النار لمُسّلِمةٍ حَّبَستْ هِّرِة حتي ماتت جوعاً وعطشاً!؛ فّكَمْ اليوم يوجد من المشردين، والفقراء العرب، والأيتام، والمساكين، والمقهورين، والثكالى، والأرامل، والمظلومين الذين يموتون عطشاً، وجوعاً، وكبداً وغماً وهماً وظلما ؟؟!!؛؛ والأمواج المتلاطمة الهادرة الهائجةُ، المائجة، الصاخبة، والدوامات تّضِربُهّم من فوقهم، ومن تحتهم، ومن شمائلهم، وعن أيمانهم، ولا بواكي، ولا نصير لهم!؛؛ والظالمين يحسبون أنفسهم أنهمُ سوف يتركون سُداً!!؛ وهُم غارقين في ملذاتِ الدنيا، وفي ظُلماتٌ بعضها فوق بعض؛ كالأعمى، لم يعُد بصيرًا، وكالأصم، لم يعدُ سميعًا، وكالسقيم لم يعد سليماً؛؛ وعموم الشعوب اليوم كالنسر الجريح الكسيح، لا يقوي علي الطير، أو التحليق كسابق عهدهِ، في عنان السماء!؛ وبلاد العُربان عشعشت فيها الغُربان، وبات الخراب، والدمار في مبانيها، ومعانيها؛ ولم يعد أحد باَنيها، والموتُ صار مُقيم وساكنٌ فيها، وفانيها؛؛؛ فيا يا أيها العَام الجديد بأي حال، وَحُّلَةٍ، ومآلٍ، وأمالٍ أقبلتّ علينا؟!؛ أم بالآلام اّسّتَّلَلَتْ، وتسللت إلينا؟؛ فيا أيها الراجون من العام خيراً، وفّرحاً؛ لن يتغير الحال، طالما النفُوس لم تتغير، والأحوال لم تتبدل، فسيكون كما كان، بل، وأعمي من عام مضي، صّاخِبًا هائجًا، مائجًا، فإن لم تُأمنوا فلن تأمنوا، فَلا تُّضْر إن أردت العيش الُّحُرْ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجلة اتحاد الكتاب والادباء العرب بقلم د.جمال أبو نحل

مجلة اتحاد الكتاب والادباء العرب من روائع قلم نسمة الربيع

مجلة اتحاد الكتاب والادباء العرب بقلم د.علاوي الشمري